القائمة الرئيسية

الصفحات

Technoblade_تكنوبليد

محتويات المقاله
    لا يوجد عناوين

 



توفي تكنوبليد أمس بسبب السرطان، وأنا أشاهد تسجيل

والده وهو يتحدث عنه وعن آخر ما خطت يداه أول شيء تقريبا خطر في بالي -وأظن بالنا جميعا- هو أن هذه الحياة قصيرة.. جدا، لكن ظللت أتساءل ما الذي علينا فعله؟ ما هو هدفنا بهذه الحياة؟ والد تكنوبليد قال بالتسجيل "جثوت على ركبتي بجانب سريره، ,وأخبرته: ليس عليك فعل أي شيء آخر يا أليكس، لقد قدمت الكثير للناس، ملايين الناس". أظنه كان يقصد الترفيه أو الكوميديا أو السعادة..لكن هل هذه مهنة تجعلك راضيا عن نفسك؟ إسعاد الناس أمر جميل لكن هل هذا يتم بصب جام جهدك على اللعب فقط؟ لا أخفي عليكم أنا أصور فيديوهات وألعب ونقيم مسابقات أنا وأصحابي ومتأكد أن تكنوبليد لديه حياة كاملة خارج هذه اللعبة.. لكن أظنكم تفهمون قصدي، أنه يصب كد وجد سنين شبابه في اللعب.. هل هذا شيء صحي للنفس؟ لا أقول أن على المرئ أن يكون أسطورة يخلدها التاريخ كي يرضى (بل إن الله جل وعلا لم يذكر رسله كافة في كتابه.. "ورسلا لم نقصصهم عليك" وهذا يؤكد ذات النقطة)

لست هنا لأسخر من حياته وأقول أنها ضاعت هباءا، بل تذكرت نفسي وأنا مدمن لماينكرافت، حين تخطى الأمر مجرد "الاستمتاع" وكنت أقضي ساعات وأيام، مع الأسف كانت مصيرية بحياتي، (لا أدّعي أني الآن أعيش حياة تقدم اليورانيوم للبشرية) لكني فهمت أن حياتي مهما قدمت لها "لعبة" فهي لا تدور حولها.. تذكرت ديني الذي منحني ويمنحني الكثير، ديننا نحن المسلمون لا يعدنا بجنة لا سقم فيها ولا ضنى إن عملنا لأجلها فحسب، بل يجعل حياتنا تدور حول تلك الأعمال الواجبة علينا، أشياء ربما تكون تافهة أو معتادة بالأحرى للبعض مثل صلة الرحم كانت بالنسبة لي شيئا غريبا لأني كنت أرى سعادتي باللعب وحده (وكنت أشعر بالسعادة فعلا، وكان عندي أصدقاء كثر) لكني الآن أفهم مدى كون شيء مثل "صلة الرحم" من أعظم الأعمال حرفيا 

مرة أخرى، أنا متأكد أن لتكنوبليد حياة وكان ربما يستطيع إدارتها أحسن مني، وربما لم يكن مدمنا مثلي، لكني أرى الآن أن إمضاء كل تلك الساعات على اللعب وجعل اللعبة عملك الأساسي ليس جيدا لك ولا حتى لمن حولك، لأنه بالغالب سيجذبهم هذا لادمانها (على نحو لا تفيدهم مثل ما تفيد اليوتيوبرز ماديا) ثم تكون عليهم حسرة. 

حقيقة، لا أزال للآن أقع بذات الفخ (ورغم أني أقول لنفسي فقط سمرة مع الشباب الطيبة بضعة ساعات ثم نعود لحياتنا، إلا أني أغرق لأيام) لكني أحب أن أستمر بتذكير نفسي وتذكير أصحابي الذين أراهم يقعون بما  أقع أن هذه مجرد لعبة وأن ثمة ما هو أعظم لنقضي به شبابنا.. 

قد يعجبك ايضا

الحقيقة أيضا أني أشفق على تكنوبليد، وأرى أننا كمسلمون في نعمة كبيرة.. نعمة الصبر، تذكرت قصة الدكتور إياد القنيبي مع ابنته التي أصيبت بالسرطان، استمعت لقصته وقصتها كيف كان يعلمها منذ الصغر على معاني الصبر العظيمة وعلق بذهني جملة قالها "لا يستطيع الإنسان أن يجيء بلحظات ولده الأخيرة ويقول له 'اصبر'"، كنت أود أن أقول غالبيتنا ولكن مع الأسف بعضنا فقط من نشئ تنشئة دينية سليمة، بسبب تفشي الأفكار الغربية ببلادنا، يحاولون طمس ديننا وثقافتنا العظيمين، لكن الحمد لله، بفضل دُعاء أفاضل فأظن يمكنني القول أن غالبيتنا استدرك عظمة دينه، لهذا أنصحكم يا إخواني إن كان لكم أخ لا يزال يفتح عينيه على هذه الدنيا أن تشدوا بيده من مستنقع هكذا ألعاب وهكذا أفكار ممسموخة.. علموه ثقافة ديننا الحبيب، انصحوه انصحوه انصحوه، فوالله إن النصيحة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) من أعظم أركان ديننا.. 


آخر شيء يا إخواني أود قول جملة أعجبتني قالها والد تكنوبليد، قال "إن كنت تظن الحال سيتحسن فخاب ظنك"، نعم الحياة ليست وردية لكن لا تزال الفرصة لنحسّنها نحن بين أيدينا، وهذا طبعا سيحدث بعد جد وجهد وكد ومن المصادفة العظيمة أننا منذ يوم دخلنا في أيام من أعظم أيام الحياة وهي العشر الأوائل من ذي الحجة التي أقسم بها الله جل وعلا "والفجر وليال عشر والشفع والوتر"، وقول رسولنا الكريم "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول "ما أراد هؤلاء؟" فلنغتم هذه الأيام العظام يا إخواني، من انقطع عن فريضة ليلتزم بها، ولنسن سنن نبينا الحبيب فهو شفيعنا يوم القيامة 

بارك الله فينا وفيكم وهدانا وثبّتنا على حق هداه <3

تعليقات